الحب فوق البناية

أحب المشي كثيرا.. يشعرني بحالة من صفاء الذهن والارتياح، أمر في شوارع حي الدقي حيث طريقي المعتاد للوصول إلى الصالة الرياضية، لا أنظر حولي كثيرا، في العادة أكون سارحة في ملكوت حياتي منصتة لصوت الموسيقى المنبعثة من سماعات الأذن الخاصة بي. لكن، منذ فترة ليست بقليلة لمحت عيناي بيت كبير من طابقين، مكتوب على بابه “فيلا نينا”.

أحب المعمار التراثي والبيوت القديمة، يضفوا إحساسا بالبهجة بداخلي، لكنه لم يكن قديم جدا بل أضيفت عليه لمسات الحداثة دون تدمير لأصالته. اعتقدت أن الأمر انتهى إلى هنا، لكني رأيت امرأة، أظن أن عمرها تجاوز الستين، شعرها أبيض قصير، ترتدي نظارة تشبه نظارة جدتي وقميص أبيض طويل. وعند الاقتراب أكثر ظهر بجوارها رجل بنفس العمر تقريبا أو أكبر، فانحنائة ظهره تقول أنه بلغ من العمر عتيا. يجلسان فوق سطح البيت سويا، للأسف يتوجب علي قطع الطريق وأن أدلف من شارع أخر. تكنولوجيا

لا أعلم لما ظلت صورتهما عالقة بذهني. نسج خيالي الكثير من السيناريوهات الدرامية لحياتهم، بدئاً من قصة حب أفلاطونية، لمصاعب وأزمات، وسفر الأولاد وبعدهم عنهم. كل هذا جعلني أنتظر العودة بفارغ الصبر، لكنهما مع الأسف لم يكونا بانتظاري.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *